ساعة المدينة تدق

كانت هناك مدينة صغيرة، تتوسط ساحتها ساعة كبيرة على برج مرتفع. كانت الساعة تدق عدداً من الدقات يدل على الوقت، ففي الساعة الواحدة تدق دقة واحدة، وفي الساعة التاسعة تدق تسع دقات، وهكذا.

كان هناك رجل يقوم على تشغيل الساعة وصيانتها، يدعى السيد “هشام”، فينظفها ويزيِّتُها ويصون جرسها أيضاً.

في أحد الأيام، كان الوقت بعد الظهر، حين سمع الناس الساعة تدق، فنظروا إلى ساعات أيديهم، واعتقدوا بأنها مخطئة، إذ كان الوقت الثالثة وعشر دقائق، لكن الساعة استمرت، ولم يسكت جرسها.

خرج “أبو فاروق” الجزار من دكانه وهو ينظر إلى الساعة، وكذلك فعل “أبو عبدو” الحلاق، و”أبو نوري” البقال، وراحت الناس تنظر من نوافذ بيوتها، وكلهم يتساءلون:

لماذا تدق الساعة باستمرار؟

نادى “أبو فاروق” الجزار جاره “أبا عبدو” سائلاً إياه:

هل تعرف أين السيد “هشام” أيها الجار؟

لكن “أبا عبدو” لم يَرَهُ منذ البارحة، وكذلك باقي أصحاب الحوانيت، فأخذ الناس يبحثون عن السيد “هشام” في كل مكان دون أن يجدوا له أثراً، لكن سيدة عجوزاً قالت إنها شاهدته منذ نصف ساعة، ولا تدري أين ذهب.

ترك الناس أعمالهم وهم يبحثون عن السيد “هشام”، ثم عادوا دون أية فائدة، والساعو لا تزال تدق. فاقترح البعض أن يصعدوا سلّم البرج نحو الساعة ليوقفوها، لكن أحداً منهم لا يعلم ماذا يفعل، فالسيد “هشام” وحده الخبير الذي يتقن التعامل مع الساعة، لكنهم قرروا الصعود والمحاولة.

حين وصل الرجال أعلى البرج، وجدوا الباب مغلقاً، لكنهم لا حظوا أن هناك من يتحرك في الداخل، وعن طريق الصدفة، نظر “أبو فاروق” نحو قفل الباب، فوجد المفتاح في القفل، ففتح الباب، ودخل الحميع ليجدوا الاسيد “هشام” في الداخل. عجبوا للأمر وسألوه مندهشين:

ما القصة يا سيد “هشام”؟

أجاب:

لقد دخلت المكان تاركاً المفتاح في قفل الباب، وجاء بعض الأولاد المشاغبين، فأغلقوا الباب وأقفلوه علي، وأنا في الداخل، فلم أستطع الخروج، بينما هرب الأولاد المشاغبون, ولم أجد طريقة للخروج إلا عن طريق جرس الساعة الذي أتى بكم إلى هنا لتفتحوا الباب لي!

Comments are disabled