عكاظ
تناهى لِسَـمعي ما تَوَجَّسـتُ داعيـا | |
فأَيْقَـظ ما في النَّفـسِ قد كان غافيـا | |
أحقاً أفـاقَ الشِّـعرُ؟ أم أن واشـياً | |
وشـى بِعُكاظٍ؟ أم عكاظٌ وشـى بيـا! | |
نَفَضْـتُ عن الأّوتـار أثقـال حِقبةٍ | |
تـداعى قريـضُ العُرْبِِ فيها تداعيـا | |
فكـانَ اعتزالُ الشِّـعرِ فيهـا تقيـةً | |
لعلَّ انفراجـاً يُذهِـبُ الرِّجـسَ آتِيـا | |
وكانَ عكاظُ العصرِ للقلـبِ بلسـماً | |
يُعافي مِـنَ الأرْجاسِ ما كـان عاتِيـا | |
ضَنَنْـتُ بما أضمرتُ صَوناً لمطلبي | |
فإن بُحْتُ بالأسـرارِ شـاعت مراميـا | |
وأسْـرجتُ خيلي قاصداً ساحةَ العُلا | |
على صهـوةٍ للعـزِّ تـأبى التَّراضِيـا | |
أتيـتُ وقد أعْـددتُ نفسـي لأوَّلٍ | |
فـلا ردّنـي دربـي إذا فُـزْتُ ثانيـا | |
تَخَطَّيْـتُ حدَّ الخوفِِ عُنداً وجرأةً | |
أنازلُ مَـنْ في الشِّـعر أَدْمى القوافِيـا | |
وكان احتكامي حيثُ أقبلتُ مطلَقاً | |
لِمَنْ كانَ تحتَ القَوْسِ خَصْماً وقاضِيـا | |
ويا فَرَقي إن طاوَلَ الهَمْسُ زهوتي | |
بنفسي! وما أَبدعـْتُ من قبـلُ راويـا | |
تَقـاذَفُـني الأفكارُ حتى تَشُـلَّني | |
فأُلْـقي على الأقـدارِِ لَوْمـي وهَمِّيـا | |
أتوقُ لِنَيْـلِِ المجـدِ طُـرّاً ولا أَنِـي | |
أطوِّعُ مُهراً كـان بالأمـسِ عاصيـا | |
ومن ولعي بالشِّـعرِ أبلَـتْ مواجعي | |
فَإنَّ عُيـونَ الشِّـعرِ فيهـا شِـفائـيا | |
خُلِقْـتُ عنيـدَ الطبعِ لم أَحْنِ جبهتي | |
سـوى لِنِـداءِ الحقِّ نشـوانَ راضيا | |
ومازلـتُ إن يمَّمتُ شِـطراً لمقصـدٍ | |
تَناهَبْـتُ دربي واسْـتَبَقْتُ العواديـا | |
وَجُدْتُ بما أُوكِلْـتُ من أمـرِ خالقي | |
ولكنَّ باقـي العمرِ مـا عـادَ كافيـا | |
فخـورٌ بِمَن يمضي إلى المجـدِ مُثْقَـلاً | |
بِدَهْـرٍ من الآمـالِ مـازال قاصِيـا | |
فيرقى بمـا يُدْنيـهِ مِـن نَيْـلِ مجـدِهِ | |
ويُقصـي مِنَ الأَوْهـامِ ما كان دانيـا | |
وإنَّ اجتِهـادَ المَـرءِ فَـوقَ انتمائـهِ | |
ولو كانَ في الأنسـابِ للنوقِ حاديـا |