عودة الروح

باسْمكِ أفتتحُ النَّوءَ القادمَ حلواً أو مراً
أرفعُ رايةَ عشقي
وأقصُّ شريطاً آخرَ في سِفْرِ جنوني
عيناك دليلي نحو المجهولِ الآتي
وعبيرُ هديلِكِ يحدوني
وَلِهٌ، صبٌّ، دَنِفٌ بهواك وبي ظمأٌ
غَيضٌ من فَيضِكِ يرويني
صدئت موهبتي تحت غبار الأيام الحيرى
وقوافي الحب تناديني
وأنا معتزل معتكفٌ منكفئٌ
منتظر دونَ مياديني
أستشرف من صمتِكِ عذرا
معجزةً تحدثُ أو سحرا
فإذا فارَ التنّورُ وثارتْ عاصفةٌ أخرى
مَنْ مِنْ طُوفانِكِ يؤويني؟
*
آهٍ من عينيك وقلبي!..
بي شوقٌ يملؤني شوقاً
خوفٌ يملؤني خوفاً
بي حبٌّ يصرُخُ في أعماقي حباً
ويحاصرني شيطانُ الشِّعرِ
ملاذي الآمنِ في عقمِِ مرادي
ويكبِّلني صمتى الأعمى
أتشيَّأُ بينَ تفاصيلي الحمقى
إحساساً أخرسَ في هوجاءِ جنوني
وأهيمُ بلا روحٍ أسألُ عينيكِ متى؟
يا وعداً أطولََ من عمري
أعمقَ من صبري وحنيني
من أين أتيتِ؟
وكيف؟ وماذا؟ ولماذا؟
ما بينَ جموحي ويقيني..
*
كنت حزيناً..
أتفيّأُ ظلَكِ شمساً وسحاباً
لم تأبَهْ بي آلهةُ الشوقِِ ولم تسألْ
كنتُ على مرمى حجرٍ من طيفِكِ
أتوارى خلفَ جدارِ الوهمِ
يشاغلُني وعدٌ لا يأتي
تكتبُه عيناكِ على ألواح بقايايَ العطشى
فرحاً ملتبساً أو حزناً
لكنّي كنت حزيناً حدَّ جنونِ السيلْ
وشهودي ماثلةٌ في القلبِ
ودربي!!..
يا طولََ سوادِ الليلْ!
*
باسمك أدخل محراب الشعر على إيقاع صدى صوتكْ
أقرَؤكِ مليّاً في صمتِكْ
راودَني عن نفسي شيطانُ الشِّعر مراراً
أرهقني الوجْدُ غُدُوّاً ورواحاً
فعكفت على حزني دهراً
أقرأ كفّي..
أتلظى في فردوسِ هواكِ الصعبِ
على ضَعفي
ويضيق الصدر بما يُخفي
أسأل عينيك: ألا يكفي؟
*
قدري يا حلوةُ
ما بيدي!
أترقّب وجهَكِ منتظراً
من “أحدٍ” هلَّ إلى “أحدِ”
*
تتسرب روحي من عينيَّ إلى كبدي
تنسابُ على إيقاعِ الثّغرِ الحالِمِ مبتسماً:
“وأخيراً…………….”
كانتْ كلماتُكِ برداً وسلاماً
فتعودُ الروحَُ إلى الجسدِ
ما بينَ فُضولي وفضولي
من صوفيّة صمتي وذهولي
صورتُكِ الحلوةُ تسكنني
يملؤني صوتُك يا نغمي الأحلى
طرباً، عشقاً، وصلاةً للمَلأِ الأعلى:
سبحانك يا مبدعَ هذا الوجهِ لتفتنني
ببراعة ريشتك الجذلى
أحسنتَ الجوهرَ والشكلا

دريد نوايا
…../…..

Comments are disabled