وداع.. على الورق

لستُ أعصيكِ بأمرٍ

غيرَ أني،

لي قناعاتي، وقدراتي، وحجمي

وأنا كالناسِ: أبكي وأغنّي

وحصادي كلَّ يومٍ ألفُ إثمِ

مشكلاتي!

لا تغوصي في أمورٍ

ليس فيها غيرُ إرهاقٍ ولومِ

واستريحي من همومٍ هي حسبي

وأنا فيها سَفينٌ في خِضَمِّ

ما أتيتُ الآنَ كي أشكُوَ همّاً

إنما الشكوى ظلامٌ.. بعدَ ظُلْمِ

جئتُ كي أنهِيَ طَوراً منْ عذابي

بعدما سامحتُ أصحابي خصمي

أينَ أيّامي؟ تحيطيني بذكراها!

تداعتْ.. مثلَ حُلْمِ

وانطَوَتْ في عالَمِ النِّسيان عِندي

مثلما يومٌ توارى خلفَ يومِ

فأنا ابْنُ الآنَ..

لا شيءَ ببالي..

بعدَما جُرِّدتُ رسماً بعدَ رسمِ

ووجدْتُ البُعدَ خيراً من بقائي

واختراقي في جراحاتي وهمّي..

فوداعاً..

دمشق كانون الثاني (يناير) 1976

Comments are disabled