العامرية

آتي إليكِ لساعةٍ

وأغيبُ

حتى يغطِّيَ وجهَكِ الترحيبُ

إن كنتُ أسألُ عنكِ قبلَ لقائنا

فلأنني مستوحشٌ

وغريبُ

ما لي سواكِ صديقةً في غربتي

ولرُبَّ يجمعُني إليكِ نصيبُ!

طاب المساءُ

إذا الْتقيْنا عندَهُ

وما تبقّى بالخيال يطيبُ

فالليلُ من حُلُمٍ يصيرُ خميلةً

وأنا وأنتِ حبيبةٌ وحبيبُ

نتبادلُ الكلماتِ همساً دافئاً

وتذوِّبيني رِقّةً

فأذوب

والنيلُ يجمعُ سحرَهُ في زورقٍ

ويشدُّنا،

فيما نهيمُ، غروبُ

*

أهواكِ أغنيةً تداعبُ خاطري

بالحبِّ تذهبُ تارةً

                     وتؤوبُ

وأحبُّ فيكِ وداعةً وأنوثةً

إذ تسأليني حاجةً

وأُجيبُ

مرَّ الربيعُ عليَّ قبلَكِ عابراً

عشرين عاماً يبتدي ويغيبُ

ما كنتُ أعرفُ منهُ إلا شمسَهُ

حتى عرَفتُكِ…

والزمانُ عجيبُ

تتبدَّلُ الأفكارُ فيهِ

وربّما صفةُ الثباتِ خرافةٌ

                   ولُغوبُ

عيدُ المحبِّ،

وكلُّ ما يصبو له

لمّا يبرُّ بوعدِهِ المحبوبُ

ولقد كتبتُكِ للخلود قصيدةً

فالشعرُ يبقى..

والشعوبُ تذوبُ

لا تطلبي منّي محالاً

إنما طبعُ الرجالِ الكِبرُ

والتشبيبُ

شبَّبتُ قبلَكِ بالكثيرِ

وها أنا

حولي تهيمُ لواحظٌ.. وقلوبُ

مليون “ليلى” أقبلتْ،

وترحَّلَتْ

و”العامريّةُ” قِبلةٌ وصليبُ

ذا “قيسُ” قلَّدَها الخلودَ بشِعرِهِ

وتوارثتْهُ قبائلٌ

وشعوبُ

*

لا ترفضي خُلْداً ببعضِ جهالةٍ

تشقى الصبايا خلفَهُ

وتلوبُ

القاهرة   أيار/ مايو 1976                   دريد نوايا

Comments are disabled