الأعشاب الشافية من الحديقة

الأعشاب الطبية نباتات يجب ألا تخلو منها الحديقة. حتى ولو لم تكن تزرع لاستخدامها للطعام أو لأغراض طبية، فإن حضورها-إذ تتحرر عطورها لدى السير فوقها أو فرك أجزاء منها بين الأصابع، يمكن أن يضيف شيئاً جميلاً إلى حياتنا. وكما يقول المتخصصون بها، تستطيع أن تجعل أسلوب الحياة أفضل من الناحية الصحية، إن هي استخدمت بالشكل المناسب.

إحدى أكثر الطرق شيوعاً في تناول الأعشاب الطبية، تحضيرها على شكل شاي، يمكنك إيقاف الإفراط في تناول القهوة، واستبدالها بشرب فعلي للأعشاب، فهي لا تحتوي على الكافئين كالقهوة والشاي”الحقيقي” الذي نشربه. وهكذا فإنها تساعد على كسر الإدمان، لكنها، كأي صنف يؤكل

أو يشرب، يجب الاعتدال في تناولها. فإذا كنت تشرب شاي الأعشاب، عليك التنويع لتتجنب إمكانية التأثيرات الجانبية التي يسببها الاستهلاك المفرط لنوع واحد منها.

ولأن علماء التغذية لا ينصحون بالإفراط في تناول الملح في طعامنا، يمكن للأعشاب المستخدمة في تحضير الطعام أن تكون بديلاً جيداً له، وللكثير من المنكهات، بتنوعها الواسع في النكهات التي توفرها. والأنواع الأكثر شهرة هي الزعتر البري(الندغ) والشمرة والطرخون والغار والميرمية والبقدونس والزعتر والنعنع.(ضع الملح على الطاولة لهؤلاء الذين يرغبونه).

وقد يبحث الأشخاص الذين يخضعون لبرنامج تنحيف عن تلك الأوراق المطحونة كالبقدونس المسكي Myrrhis odorata أو حشيشة الملاك Anglica archangelica ، التي تضاف على الفاكهة المطبوخة مع التحريك، لأنها تستطيع أن تجعلهم يستغنون عن نصف كمية السكر التي يستهلكونها.

هناك تحفظ واحد بالنسبة لزراعة هذه الأعشاب في الحديقة هو تلك الحدائق المتصلة بالآليات كالسيارات أو القريبة من الطرقات العامة، أو من مواقف السيارات التجارية، ربما تكون عرضة للتلوث، وهذا ما يجعل استهلاك الأعشاب، سواء للطبخ أم للعلاج، ذات أخطار كبيرة. عندئذ يمكنك شراء الأعشاب الجاهزة كبديل عن زراعتها.

تسكين الزكام الصيفي وحمى التبن:

ضع ملعقتين كبيرتين من الخليط المجفف لأزهار البابونج والميرمية والنعنع البستاني وأوراق الزعتر في ليتر واحد من الماء الحار، للحصول على بخار عطري، يتم استنشاقه لمدة عشر دقائق أو نحوها، وهذا ما سيساعد على صحو الرأس قبل الذهاب إلى النوم. اعمل خيمة بوضع منشفة على رأسك والوعاء (الزبدية) الحاوي على الماء الحار لحجز البخار في أثناء استنشاقه، وذلك لكي تحقق أفضل استفادة. لكن هذه العملية غير مناسبة للأطفال الصغار بسبب خطر الحرق من الماء الحار.

الوصفة الشعبية لتسكين حكة الأغصان الملتهبة في حمى التبن، هي استعمال 15 غ من البنفسج الحلو في 240 مل (ربع لتر) ماء بارد. ينقع لمدة ثلاث دقائق ثم يغلى ويترك لمدة عشر دقائق، ثم يصفى ويبرد قبل استخدامه كمادة.

الوقاية من الميكروبات:

يدعى الثوم للدعابة، البنسيلين الروسي، وفي الكثير من أنحاء العالم، يقوم الناس بمضغه طازجاً للوقاية من الأمراض المعدية، خصوصاً الزكام والإنفلونزا. وربما يتذكر بعضنا فصوص الثوم التي كان البعض يضعها في الأحذية لنفس السبب.

الثوم مقاوم ومن السهل زراعته، لا يتطلب أكثر من أن “يفرط” الرأس إلى الفصوص التي يتكون منها، وزراعتها على عمق يماثل طولها في تربة خصبة، وفي موقع مشمس. يتم الحصاد في تموز تقريباً، حسب المناطق، حين تموت الأوراق. وهناك اعتقاد قوي الآن حول فعالية الثوم ضد حالات تصلب الشرايين. وإذا كانت فكرة تناوله طازجاً نيئاً لا تستطيع تحملها، هناك كبسولات أو أقراص من الثوم تباع في المخازن الصحية، ولا تسبب الرائحة المعروفة بعد تناولها في الفم.

منعش ولطيف:

لتنعش فمك، اغسله بمنقوع أي من الأعشاب التالية: الزعتر، إكليل الجبل( الأوراق والأزهار)، أزهار الخزامى، الزعتر البستاني. قم بغلي هذه الأعشاب لبضع ثواني، ثم غطها واتركها ترقد لمدة عشر دقائق ثم صفها. لكن الأسهل من كل هذا، امضغ ورقة أو اثنتين من البقدونس أو النعنع.

الشقيقة:

في عام 1653 أشار عالم الأعشاب كلبيبر إلى أن الأقحوان( Chrysanthemum parthenium ويعرف أيضاً باسم Tanacetum paethenium ) فعلي جداً لجميع آلام الرأس، لكن المصابين بالشقيقة عليهم الانتظار حتى يتم تشخيص مرضهم بصورة تامة.

لكن ينصح بأكل ورقة كبيرة أو ثلاث وريقات صغيرات كل يوم، لتقليل عدد مرات هجمات الألم، والحد من شدتها، ويمكن التغلب على المرارة، وذلك بوضع الأوراق في قطعة من الخبز، إنها توقف أيضاً الخطر القليل من قرحات الفم.

يمكنك أيضاً شراء أقراص الأقحوان. لكن من الممكن زراعتها في البيت، فهي جميلة، إنها أزهار الربيع.

ملطف جو:

نعتقد بأن رائحة الأعشاب تقتل الأمراض، لكن الشيء الأكيد أنها تحسن رائحة الجو. احمل غصناً من الخزامى أو إكليل الجبل، واحرقه في غرفة مريض لترى بأنه حسن الجو، وأنعشت روح المريض.

مساج الآذريون (القطيفة):

يمكن لهؤلاء الذين يشعرون بالراحة حين يدلكون بزيوت الأعشاب، ربما يسعدهم المساج الآذريون( Calendula officinalis )من الأصيص الحاوي على هذا النبات.

ضع أزهار الأذريون في وعاء زجاجي معقم، وضع عليها القليل من زيت السلطة أو زيت الزيتون. حرك حتى تطرد جميع فقاعات الهواء، وضع الوعاء بعيداً عن أشعة الشمس لمدة ستة أسابيع أو نحوها. بعد ذلك قم بتصفية المزيج واستخدام الزيت لمساج منعش، وسوف تجد أنه يشفي الآلام البسيطة.

يستخدم الكثير من الناس مرهم الأذريون ( الذي يباع في المخازن الصحية) للحروق البسيطة ولسعات الحشرات والحكة.

طبيب الفقير:

في الماضي، كان الطفل الذي يشعر برض في ركبته، غالباً ما يخف انفعاله وبكاؤه حين يضعون له ورقة من السنفيتون ( Symphytum offieinale ) على مكان الرض، ولكون هذا النبات ساماً إذا ما ابتلع، فقد كان الدواء، في هذه الحالة، ورق الملفوف، الذي كان يدعى أحياناً “طبيب الفقير”.

ليل الصمت:

منذ سنوات مضت، كان يعتقد مستخدمو حشيشة الدينار( الجنجل) أنها ترسلهم إلى النوم المخدر. واليوم، يستخدمون النبات جافاً ليساعدهم في حالات الأرق.

البابونج:

الاسم العلمي Chamaemelum nebile ويباع أحياناً تحت اسم آخر هو Anthemis nobilis . والحقيقة أن هناك عدة أنواع من البابونج، لكن هذا النوع هو الأفضل للزراعة في الحديقة. لا تشتري الأصناف التي لا تزهر كالصنف”Treneagu ” إلا إذا كنت تود الحصول على مرج أخضر تسهل العناية به. لكن لا تحاول تحضير شاي (فعلي) البابونج منه. لأن الأزهار ضرورية للتحضير بهذه الطريقة.

شاي البابونج:

لقد استخدم هذا المغلي منذ قرون كمشروب لوقت ما قبل النوم، لأنه يحقق النوم المريح ( استخدم في الماضي أيضاً كعلاج ضد الكوابيس)، كما يساعد على عملية الهضم، واستخدام القليل من العسل معه يقضي على أي طعم.

أضف ملء ملعقة صغيرة من البابونج المجفف إلى فنجان من الماء المغلي( هذا المقدار عام، وقد تحتاج إلى كمية أقل أو أكثر حين يكون العشب من حديقتك، وحسب الظروف التي زرع فيها). يغطى الفنجان ويترك مدة عشر دقائق، ثم يصفى.

الشمرة:

الاسم العلمي Foeniculum vulgare

إذا لم تستسغ شراب السوس (العرقسوس) لن تحب الشمرة، إلا إذا أحببت جمال النبات الذي يبدو على شكل أجمات من الأوراق الريشية. ذات طول يتراوح بين 120و 150 سم. ومن الناحية الطبية، للأوراق ذات نكهة اليانسون، وللبذور فعل طارد للريح من المعدة والأمعاء (النفخة) تستخدم الشمرة للأطفال غالباً لعلاج المغص. وفي بعض المناطق، يمضغ الناس بذور الشمرة بعد تناولهم الطعام لنفس السبب، لكن، لا تمضغ البذور المعدة للزراعة في عبوات خاصة لأنها تحتوي على المواد الكيمائية.

السامة:

ازرع البذور هذه، واستخرج البذور التي تنتجها في حديقتك للمضغ. هذا النبات واحد من النباتات السهلة الزراعة، وارتفاعه يجعله مطلوباً لبعض الأسيجة، يتطلب الأرض الجيدة الصرف.

شاي الشمرة:

كما هي الحال في البابونج، يساعد على الهضم، ويمكن استخدامه من قبل الراغبين في إنقاص أوزانهم. حيث يشرب قبل الوجبة بنصف ساعة، وبذلك يضعف الشهية.(كان هذا الشاي يؤخذ في أيام الصيام).

المريمية(الناعمة):

الاسم العلمي Salvia officinalis

ذكر أن اسمها اللاتيني جاء من الكلمة “safe ” أي ” آمن أو مأمون”، وكان يقال:”لماذا يموت الإنسان والمريمية في حديقته؟!”، وهذا ما يعطي فكرة عن التأثيرات الواسعة التي كانت تنسب لهذا النبات. وكان يعتقد بأن المريمية تفرج الكرب، حتى أنها كانت تزرع على القبور.

من وجهة نظر طب الأعشاب حول إمكانيات المريمية العلاجية، فإن لها خاصية مضادة للعفونة ومن المفيد وجودها في البيت، وإذا فركت الأسنان بورقة منها أصبحت نظيفة.

من السهل إكثار المريمية عن طريق أخذ العقل(أي أجزاء من النبات). وهو نبات شجيري جميل جداً، وإذا زرعت مع أعشاب فضية الأوراق. أعطت تنسيقاً جميلاً بأوراقها الأرجوانية أو الحمراء.

شاي المريمية:

للغرغرة والمضمضة( واللثة النازفة أيضاً) حضر شاياً ثقيلاً من المريمية بنفس طريقة تحضير البابونج، كما يمكن تسكين اضطرابات البطن الخفيفة بهذا الشاي، وانتبه: لا ينصح بهذا الشاي للأمهات المرضعات. ويمكن استخدام أية كمية متبقية من هذا الشاي في غسل الشعر لمقاومة قشرة الرأس.

الترنجان(الحبق الترنجاني):

الاسم العلمي Melissa officinalis

يعرف أحياناً باسم “بلسم النحل” لأن النحل يحبه. وكان النحالون القدامى يفركون قفير النحل الجديد من الداخل به، لأن رائحته العطرية تشجع طرود النحل الجديدة على الإقامة فيه.

يمكن للنبات أن يعيش في التربة الفقيرة الجافة تحت الأسيجة، وإذا مررت يدك على أوراقه الخضراء من الأعلى، هبت عليك موجة من رائحة الليمون المنعشة.

شاي الترنجان:

يحضر بنفس طريقة تحضير البابونج، ويستخدم هذا الشاي بشكل رئيسي ضد الإجهاد، وتجد بعض الأمهات أن له أثراً حسناً في تهدئة الأطفال الطائشين المفرطي النشاط.

النعنع:

الاسم العلمي Mentha species

اكتشف النعنع في قبور المصريين القدماء لأكثر من ثلاثة آلاف سنة مضت، كما حدد اليابانيون احتواءه على مادة المنثول القيمة منذ أكثر من ألفي عام.

أما النعنع البستاني Mentha piperita فإنه يزرع اليوم على نطاق واسع ولأغراض تجارية. وبالنسبة لاستخدامه في البيت، يساعد في فتح الأنف المزكوم إذا استنشق بخار أوراقه قبل النوم ( راجع ما كتبناه في بدايات هذا المقال تحت عنوان تسكين الزكام الصيفي وحمى التبن).

لقد اعتقد اليونانيون والرومان أن النعنع مثير للشهوة الجنسية، وقد استخدم في الماضي لتنشيط الفحول من الأحصنة المتعبة (التي كانت تستخدم كآباء للحصول على النسل الجيد).

شاي النعناع البستاني:

يحضر كما في البابونج، ويستخدم لعسر الهضم المعتدل، والغثيان، والأمعاء. وشاي النعنع معروف جيداً لدى جميع الشعوب. وهو مشروب لذيذ، كثيراً ما يتم تناوله بعد الوجبة الرئيسية. وتقول بعض التقارير أنه يحقق بعض الراحة من الآثار التي تنتج عن الإسراف القليل في تعاطي المشروبات الروحية.

الزعتر:

يستحق الزراعة لجماله فقط، ومن السهل أن يتم ذلك عن طريق البذور أو العقل أو الترقيد في بقعة مشمسة من الحديقة. يحتوي على مادة الثيمول ذات الخاصية الجيدة المضادة للعفونة.

شاي الزعتر:

تحضر معه أوراقه كما في البابونج، وتستخدم للغرغرة في حال اضطراب الحلق المعتدل.

كيف تحضر السكاكر لتخفيفة السعال؟

قم بغلي الفراسيون Marrubium vulgare حتى يتم استخلاص العصير. واغل بعض السكر حتى يذوب تماماً، ثم صب مستخلص الفراسيون على محلول السكر، وتابع الغلي، ثم الغلي مع التحريك حتى يصبح القوام سميكاً. صب المحلول السميك في وعاء ضحل منثور عليه بعض السكر الناعم، ثم قطع” العجينة” إلى مربعات.

يعود تاريخ هذه الوصفة إلى عام 1872 م.

الحوامل والمرضى تحت العلاج

لا تنصح باستخدام أي علاج بالأعشاب في حال الحمل أو بالنسبة للمرضى الذين يخضعون للعلاج تحت إشراف أطبائهم، وليس من الحكمة استخدام الأعشاب في حالات الحمى الشديدة أو الآلام المعدية القوية أو أية أعراض مزمنة، فبعض الوصفات الشعبية تجعل بعض الحالات أكثر سوءاً. والأطفال، الصغار والكبار، بحاجة إلى الرعاية الطبية والعاجلة.

لا تعتمد على الوصفات الشعبية وحدها، والثقافة الطبية لا تعني بأي حال من الأحوال، الاستغناء عن الطبيب.

قفاز الثعلب:

بعض الأعشـاب الطبيـة التـي نزرعها في الحدائق، أقوى تأثيراً من أن نقرر استخدامها أو عدمه كعلاج. فنبات(قفاز الثعلب) السام يؤثر على القلب، وإذا كانت أوراقه المزرقة أو الأرجوانية تجعل منه نبات حديقة جميلاً، فإن احتواءه على مواد تؤثر على ضغط الدم تجعل استخدامه خاصة من قبل هواة الأعشاب ، ضرباً من المغامرة، غير المضمونة النتائج.

حصاد الأعشاب

  • يتم جمع الأعشاب في الصباح بعد أن يجف الندى، وهذا عموماً مفضل قبل الإزهار مباشرة. ودائماً حافظ على الأنواع منفصلة، لا تخلط أي نوع بنوع آخر.
  • يتم التجفيف ما بين درجتي الحرارة 21 و 38 درجة مئوية(70 إلى 100 فرنهايت). وذلك في مكان مظلل وجيد للتهوية. ويمكن لخزانة مهواة أن تكون مكاناً مناسباً للتجفيف. ضع الأعشاب على صواني الفرن بعد أن تفرشها بالورق، ودائماً حافظ على الأنواع منفصلة. والأعشاب التي تستخدم للمطبخ كمنكهات يمكن تجفيفها باستخدام أكياس بلاستيك وبالتجميد أو باستخدام فرن المايكروويف.

يتم تخزين الأعشاب بعد أن تجف وتتجمد في أوعية محكمة لا تسمح للهواء بالدخول إليها، ولا تسمح للضوء أيضاً. يوضع على كل وعاء “إيتيكيت” لاصق يكتب عليه اسم العشب وتاريخ التخزين. ومن الحكمة رمي ما تبقى من أعشاب السنة الماضية عند حصاد وتجفيف محصول السنة الحالية، فالكثير من الأعشاب يفقد فعاليته لدى تخزينه لمدة طويلة من الزمن.

Comments are disabled