كيفية المحافظة على الشَّعر الجميل

إعداد فاتن عمران

لا يبدي بعض النساء أهمية خاصة لظهور قشرة الرأس، وما تسبّبه لمظهر الشعر، إذ يقمن بغسل الشَّعر وتنتهي المشكلة، ويستخدمن “البيرم”، ويعرِّضن الشَّعر للمواد الكيميائية، ويضفرْنه.
لا داعي للقول بأن الإجراءات المزعجة كالبيرم والضَّفر وتغيير اللون من الأسود الفاحم إلى الأشقر غير منصوح بها. كذلك فإن النساء اللاتي لا يتقيّدن بكرسي التجميل، يستعملن اللفافات إما بطريقة التسخين أو البخار. لماذا كل هذا؟
من أجل شعر جميل!!
يؤكد فيليب كينكسلي الخبير بالشعر وأمراضه أن لا شيء يجذب كالشَّعر الطبيعي والسليم، ليس فقط بالعناية به ليصبح جميلاً وسريع النمو، وإنما بسلامة الجسم، والنفس أيضاً.
تتداول النساء بعض القصص، كالاعتقاد بأن تمشيط الشعر مئة ضربة في اليوم يعيد إليه إشراقه، فما مدى صحة ذلك؟
بالمعنى الضيق للسؤال لا، فتمشيط الشعر يثير فروة الرأس وينبِّهها، هذا صحيح إلى حد ما. لكن المساج المناسب يثير الفروة بشكل أفضل بكثير. إن القول بأن التمشيط ينظف الشَّعر يجعلنا نقول إن الشامبو ينظفه أكثر بكثير مقارنة بما تفعله الفرشاة، فهي تسبب تقصف الشعر إذا استُعمِلت بشكل ثقيل، وتشدّه وتخدش فروة الرأس.
أنا لا أقول إن على النساء عدم استعمال الفرشاة على الإطلاق، لكنني أنصح بعدم استعمالها كبديل عن المشط المدبّب الأسنان. بمعنى آخر، استعمال الفرشاة كمرحلة أخيرة في التمشيط أو التصفيف لترتيبه، على ألا تمرّ الفرشاة على فروة الرأس.
هل ينمو الشَّعر بسرعة أكبر إذا ما تعرَّض للقص بشكل متكرر؟
هراء!..
أعتقد بأن هذه الفكرة أخذت من الزوجات المسنّات، من ملاحظتهن لحلاقة الرجال لذقونهم كل يوم، نلاحظ نمواً غزيراً للشعر بعد 12 ساعة، لكن الرجل إذا ما أطلق لحيته، عندئذ لا نستطيع ملاحظة النمو يومياً، وهذا ما يدعو إلى مثل هذا الاعتقاد الخاطئ. الحقيقة أن قص الشعر أو الحلاقة لا يحدثان أية قوة في نمو الشعر.
هل يؤثر قص الشعر على كثافته؟ هل يزيد عدد الشعر؟
لا.. إنه مجرد وهم.. فالشعر القصير يترك انطباعاً بأنه صلب، كقصب الخيزران القصير. أما الشعر الطويل، وهو نفس الشعر، فيوحي بأنه أرفع، وينسدل مثل قصب الخيزران الطويل. وسواء عند الرجال أم النساء، لا يكون الشعر الطويل كله بنفس الطول، لأن كل شعرة في مرحلة مختلفة عن الأخرى من حيث العمر والنمو.
ما يحدث هو أن الشعرة تنمو لفترة معينة من الزمن، ثم تكمن قبل أن تنمو شعرة أخرى، وفي كل يوم يمكنك أن تفقدي من 70 إلى 140 شعرة كنتيجة لهذا التساقط الزمني، الذي يعطي فكرة عن المراحل العديدة والمختلفة، التي تتكون فيها كل شعرة، في وقت ما.
فالمرأة التي تقص شعرها، وغالباً ما تجعله فصيراً، يبدو لديها شعر يوحي بأنه كثيف، خاصة إذا كلن بنفس الطول، ويبدو بأنه أكثف من شعر امرأة أخرى ذات شعر طويل، بالرغم من أن للشعر نفس الكثافة في الحالتين.
هل صحيح أن الشعر الأطول يميل لأن يكون أرفع، وأن طرف الشعرة ينحني ويتكسّر نحو الأسفل، خاصة حين يصبح أكبر عمراً؟
لا.. بل العكس تماماً هو الصحيح. فالشعر الأطول تكون نهاياته مستديرة، والسبب أن التعرّض للشمس والهواء والملوِّثات البيئية وغيرها، يجعل أطراف الشعر منتفخة، وتتلفه. كما يمكن أن يكون السبب كيميائياً، سببه تجعيد الشعر مثلاً، فالتجعيد ينفخ الشعر، وهذا ما يجعل المرأة تشعر بأن شعرها أكثر سماكة.. أما إذا تعرّض الشعر للشمس والهواء النظيف، فإن هذا يقيه من التلف.
بعض النساء يشتكين من غسل الشعر، لأنه يجعله دهنياً. والبعض الآخر يفرط في غسله، لذلك يصبح جافاً. أيّ الحالتين أصح؟
لا هذه ولا تلك.. أعتقد أن الشعر يتطلّب الغسل كما يتطلبه الوجه. إن اعتقاد الناس بأن غسل الشعر يجعله دهنياً اعتقاد منطقي ينطبق على حلاقة الرجال لذقونهم أيضاً. فإذا غسلت شعرك تستطيعين ملاحظة تشكل الدهن عليه مباشرة، أما إذا تركته مدهناً فلن تتمكّني من ملاحظة ازدياد المادة الدهنية عليه. وهكذا فإن الغدد الدهنية تعمل عملاً إضافياً لتمنع الضرر عن الشعر.
استعمال شامبو معين لعدة أسابيع دون أن يتأثر الشعر، هل يعني أن الشعر اعتاد عليه؟ وأن للشعر قابلية لشامبو معين؟
تماماً.. لأن للميكروبات قدرة على مقاومة المضادات الحيوية، وهذا لا يعني أن للشعر قابلية خاصة لشامبو معين.
استعملي نفس الشامبو لنفس الشعر وبنفس الظروف، وستجدين أن له نفس التأثير. ما يحدث هو أن الشعر نفسه يتغير حسب ما تفعل المرأة به، كالبيرم، أو التعريض للمواد الكيميائية، أو الصبغ بلون خفيف، كما يتأثر بتغير البيئة، وتغير وظائف فيزيولوجية.
لقد أجريت بعض البحوث العلمية التي تبين بنتيجتها أن لفترة الطمث تأثيراً كبيراً على حالة الشعر. إنني أراهن على أن الفترة التي تود المرأة فيها تغيير الشامبو هي قبل فترة الطمث أو بعدها بقليل، أو خلالها. فإفرازات الجلد وفروة الرأس من الدهون تتغير بسبب التوتر النفسي والفعل الهرموني. إذاً، سبب التغير في الشعر هو فترة الطمث وليس الشامبو عادة. ما يحدث في تلك الفترة هو أن الشعر يبدو دهنياً أكثر، وتحدث مشكلة في فروة الرأس تؤدي إلى تساقط الشعر.
ماذا على المرأة أن تفعل والحالة هذه؟
عليها أن تعتمد نوعاً واحداً من الشامبو، أو أن تستعمل نوعاً واحداً لمدة ثلاثة أسابيع، ونوعاً آخر في الأسبوع الرابع.
هل يؤثر الإجهاد على الشعر ويجعله يشيب بسرعة؟
نعم.. التعب والإجهاد يجعلان الشعر يشيب بسرعة. لقد أجرى الباحثون تجارب مخبرية، فجاؤوا بفئران سوداء، وقاموا بتغذيتها على غذاء خال من الفيتامين B المركب، فتحول الشعر إلى اللون الأبيض، وحين أعطوها الفيتامين المذكور عاد لون الشعر كما كان من جديد.
الجهد الشخصي يتطلب المزيد من الفيتامين B لأن الجسم يتطلب المزيد منه. والواقع أن هذا الفيتامين أصبح معروفاً بالفيتامين المقوّي.

Comments are disabled