موسوعة نحل العسل

 

المؤلف الأول أموس أيفيس روت وآخرون.

كاتب ومحرر الطبعة الأربعين: روجر مورس

ساعده في التحرير: كيم فلوتم

المترجم : المهندس دريد نوايا.

طبع لأول مرة 1997

مقدمة المترجم

هذه هي ترجمة الطبعة الأربعين من كتاب A B C and X Y Z of Bee Culture الذي ألّفته ونشرته عائلة روت Root Family وظلت ترعاه وتضيف إليه، جيلاً بعد جيل، إلى أن وصل إلينا.

لقد وُضع الكتاب ليشتمل على إجابات عن التساؤلات التي تطرح نفسها أمام النـحال، من خلال ممارسـته لمهنـته، لذلك جاء ترتيـبه أبجديـاً، وهـذا مـا جعـل قراءتـه ـ ككتاب ـ تصعب على من أراد أن يقرأ أفكاراً مترابطة، تنتقل من موضوع إلى آخر حسب تسلسله الموضوعي، لا الأبجدي. فمثلاً، لا يمكنك وأنت تقرأ عن صارف الذكور، أن تنتقل إلى موضوع التطبيل، ثم إلى عملية دايس في بلورة العسل، ثم إلى مرض الزحار الذي يصيب النحل، بسبب أن ما يربط بين هذه العناوين هو ابتداؤها بالحرف D اللاتيني! كيف يكون الأمر إذن ونحن نقوم بترتيب هذه المواضيع حسب أبجدية لغة الضاد؟..

لم تكن ترجمة الكتاب صعبة، خاصة على من تمرس بهذا العمل لمدة تزيد عن عشرين عاماً، وفي موضوعات من صلب تخصصه العلمي. لكن الصعوبة كانت في إعادة تجميع المواضيع، وحذف المكرر منها، ودمج المبعثر تحت عناوين متفرقة، وإضافة ما هو ضروري… ولولا مساعدة الحاسب لتأخر هذا العمل كثيراً، بسبب غزارة المادة وتنوعها وتشابكها وكثرة عناوينها.

يحتوي الكتاب على ملخص واضح عن النحالة في القارتين الأميركيتين عموماً، وفي نحالة الولايات المتحدة بشكل خاص. ولقد قصدت أن أنقل تلك التجربة بما تضمنت من تنظيم وتشريعات ومشاكل وحلول وتجارب ودراسات، على ما يقرب من قرن ونصف القرن. واختصرت الحديث عن رواد النحالة الأميركيين، إذ غلبت عليه السيرة الذاتية، لكنني لم أغفله، وقد ترك هؤلاء الرجال الأجلاء، ومنهم علماء، بصماتهم الخيرة على هذه المهنة، وساهموا في تطويرها. وعلى الرغم مما تتركه هذه السير الذاتية في النفس من آثار، أقلُّها الإعجاب.

ونظراً لامتداد وطننا العربي الكبير على مساحة مترامية من اليابسة، وتنوع مناخاته وبيئاته وتضاريسه، إضافة إلى أنه من المواطن الأصلية لنحل العسل، فقد وجدت في اهتمام المؤلفين في تفاصيل اختلاف النحالة في الولايات الشمالية عن الولايات الجنوبية، أهميةً خاصة يمكن الاستفادة منها في بلادنا، علماً بأن نحل العسل مستورد من العالم القديم إلى الأميركتين، ولا وجود له أصلاً فيهما.

إن زراعة المحاصيل هناك بمساحات شاسعة جداً، وتوفر المرعى الجيد، وهذا شرط أساسي لنجاح تربية النحل، ثم المنفعة المتبادلة بين زارع المحصول وبين مربي النحل في عملية التأبير، خصوصاً تلك التي زُرِعت لإنتاج البذور، والتقدم الذي أُحرز في مختلف ميادين النحالة، والإشراف الحكومي الجاد والمتابعة الدؤوبة لهذه الثروة من قبل السلطات المختصة، ووجود الهيئات العلمية المختصة بالدراسات المتعلقة بالنحل وشؤونه، من جامعات ومعاهد وغيرها، كل هذا ساهم في الحصول على نتائج، دفعت بالإنتاج إلى بلوغ مراتب متقدمة ليس من السهل بلوغها.

تربية النحل استغلال لثروة وطنية، لا تقل عن استخراج الثروات الباطنية، تزداد أهمية الاستفادة منها لأنها تزول سريعاً، فإذا لم يُجمع الرحيق والطلع خلال فترة زمنية قصيرة، ومن قِبَل النحل تحديداً، خسرناهما دون أي إمكانية لتعويضعما، في الوقت الذي يمكن لأي ثروة باطنية أن تُستثمَر في وقت آخر. من ناحية ثانية، يقوم النحل بعملية التلقيح الخلطي للمحاصيل، ويزيد من عقد الثمار، وبالتالي يزداد الإنتاج، ويرتفع مردود وحدة المساحة.

لقد تحدثت عن النحل ـ كجمع ـ بصيغة المذكر، مع علمي الأكيد بأن الصيغة الأصح هي التأنيث (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال ـ الآية الكريمة)، وذلك لكي لا أخرج عن المألوف، وبسبب تكرار الكلمة في كتاب عن النحل، وبهذا الحجم. أرجو أن أكون قد أصبت في هذا (الخطأ ربما!) المقصود والمبرر.

بقي أن أترك هذا العمل بين أيدي المهتمين بهذه الصناعة الهامة، راجياً أن أكون قد أضفت شيئاً مفيداً إلى أعمال من سبقني، وساهمت في إغناء المكتبة العربية بما لا تزال تفتقر إليه من الكتب العلمية.

5 / 7 / 1997 المترجم

Comments are disabled