القطة الضائعة

استيقظتْ “زينة” التلميذةُ الجميلةُ المجتهدةُ في الصباحِ، فنهضتْ من سريرِها بنشاطٍ، وكانت قطَّتُها “فلَّةُ” لا تزال تنام في سلَّتها الأنيقة.

أخذت “زينة” تُعِدُّ نفسَها للذهاب إلى المدرسة، بعد أن غسلت وجهها ويديها، وتناولت وجبتها التي أعدَّتها لها أمها، وكانت القطة قد استيقظت وقفزت من السلّة. أخرجت زينة ثيابها من خزانة ملابسها وارتدتها، ثم أغلقت باب الخزانة. وقبل أن تخرج من المنزل تفقدت كتبها ودفاترها في حقيبتها، ثم خرجت لتنتظر سيارة المدرسة.

في الظهيرة عادت “زينة” من المدرسة جائعة، وكانت أمها قد حضرت لها طعام الغداء، نادت قطتها عدة مرات، لكنها لم ترها، ولم تسمع مواءها، فراحت تبحث عنها في البيت، دون أن تجدها.

سألت أمها:

  • أين “فلة” يا ماما؟

أجابت الأم:

  • لا أدري.. لم أرَها اليوم أبداً..

ازداد قلق “زينة” على “فلة”، وأخذت تفكر:

  • ليس من عادة “فلة” أن تخرج من البيت، لكن أين هي؟

لم تفكر “زينة” في تغيير ثيابها من شدة القلق، وحين عاد أبوها إلى البيت وجدها حزينة، سألها ما بها؟ فأخبرته بفقدانها “فلة”، فوعدها بالبحث عنها في كل مكان، حتى يجدها.

حلَّ المساء ومازالت القطة مفقودة، فخرج الأب يبحث في الحي عن “فلة”، لكنه عاد خائباً حزيناً لحزن ابنته على قطتها. فاستسلم الجميع للواقع، وقال الأب:

  • لو كانت “فلة” تحبك فعلاً ستعود وحدها، ولا بد من عودتها أخيراً.

أقنع الأب “زينة” بأن تغير ثيابها، وتنتبه لدروسها، فذهبت إلى غرفتها حزينة. فتحت باب الخزانة لتتناول ثياب النوم، وتعلق ثياب المدرسة، فقفزت “فلة” من الخزانة.

كم كانت فرحة “زينة” كبيرة بعودة قطتها الجميلة! فقد دخلت القطة الخزانة في الصباح دون أن تنتبه “زينة” لها، ونامت، معتقدة أن الوقت مازال ليلاً، بسبب الظلام داخل الخزانة.

وكانت فرحة الأسرة كبيرة أيضاً لفرح “زينة”.

Comments are disabled