أحلام عصفور صغير

“فرفور” و”مغرور” عصفوران صغيران جميلا الألوان سمحت لهما أمهما بالطيران بينَ الأشجار القريبة، لتصبح أجنحتهما قوية، ويُجيدا الطيران.

كان “فرفور مطيعاً، لكنّ “مغرور”” كان مشاكساً متمرداً لا يستمع إلى نصائح أمه، فنظر بعيداً، ثم قال لأخيه:

  • ما رأيك أن نطير إلى تلك الأشجار البعيدة؟

أجاب “فرفور”:

  • لكن أمنا نصحتنا ألا نبتعد لئلاّ نضيع أو نتعرّض لمكروه.

قال “مغرور”:

  • نتنقَّل من شجرة إلى أخرى، انظر إلى تلك الأشجار الجميلة.

وظل يلحُّ على أخيه حتى وافق، فأخذا يتنقلان من شجرة إلى أخرى حتى بلغا المكانَ المقصود. كان ذلك المكان حديقة جميلة لقصر فخم يقطنه رجل ثريّ، فأخذ العصفوران الصغيران يتنقلان من غصن إلى غصن، ومن شجرة إلى شجرة.

نظر “مغرور” فوجد قفصاً رائعاً مفتوح الباب، معلَّقاً على إحدى الأشجار، هو في حقيقة الأمر مصيدة للعصافير، فبهَرَه منظرُ القفص، وقال لأخيه:

  • انظر يا “فرفور” ما أجمل هذا القصر! لا شكَّ في أنه أُعِدَّ لملك الطيور، لكنه فارغ.

اقترب العصفوران من القفص فشاهدا في داخله أشهى أنواع الحبوب، فاقترح “مغرور” على أخيه أن يدخلا ويتناولا ما تتسع له حوصلتاهُما من الحبوب. لكن “فرفوراً” خاف وتذكر نصائح أمه، ورفض الدخول. أما “مغرور” فقرَّر أن يدخل القفص وحدَه بعد أن يئس من إقناع أخيه.

ما إن دخل “مغرور” القفص حتّى أُغلِقَ بابه، وأصبح حبيسَه. حاول الخروج بشتى الطرق فلم يتمكن، فاضطُرَّ “فرفور” للعودة وحده إلى العش، تاركاً “مغروراً” يلقى ما قادته إليه أفكارُه وحده.

بعد دقائق، جاء صاحب القصر مسروراً ليأخذ “مغروراً” من القفص المصيدة، ويضعه في قفص آخر، معيداً القفص إلى مكانه ليصطاد عصفوراً جميلاً أحمقَ آخر.

أما “مغرور” فقد أمضى كل حياته سجيناً في قفص، وأما “فرفور” فعاش حراً طليقاً سعيداً بين أحضان الطبيعة.

Comments are disabled