الحسّون والدب

انتخبت طيور الغابة “الحسّون” الطائر ذا الطربوش الأحمر ملكاً عليها، وهكذا أصبح عشُّه قصر الملك، وصارت الطيور تزوره وتتشاور معه في شؤونها.

سمعت حيوانات الغابة الأخرى بالخبر فعجِبت من الطيور الكبيرة لأنها سمحت بذلك، وكان الذئب والثعلب الأكثر دهشةً.

ذات يوم، كان الدب والذئب يسيران في الغابة فسمعا صوت تغريد جميلاً، وعرفا أنه صوت الحسون، ملك الطيور الجديد، الذي كان يبحث عن الطعام ليطعم أفراخه. قال الدب:

  • ما هذا الملك المثير للشفقة! لا أستطيع أن أتخيل ملكاً يبحث عن طعام لأفراخه.

أجاب الذئب:

  • تعال لأُرِيَك عشّه على الشجرة.

تسلّق الدب الشجرة، وهزئ من عش الحسون، بعد أن شاهد أفراخه التي خافت منه في البداية، لكنها اعتاظت من طريقته في الاستهزاء. وحين عاد الحسون الأب، شكت له أفراخه الدب، وما قاله عن أبيهم الملك، فغضب غضباً شديداً وقال:

  • سيدفع الدب ثمن استهزائه غالياً.. لن أقبل أن أكون موضع سخرية هذا الحيوان غير المهذب.

وهكذا أعلن الحسون، ملك الطيور، الحرب على الدب.

سمع الدب بقرار الحسون، فطلب من جميع الحيوانات التي تسير على أربع أن تجتمع عنده، بينما طلب الحسون كل الحيوانات الطائرة للتدارس في الخطة، وأرسل بعوضة لتستمع إلى خطة الدب.

عادت البعوضة تحمل الأخبار، فوضع الحسون خطته بناءً على ما أخبرته به البعوضة، فكلف الدبابير بلسع الدب تحت ذيله.

فاجأ الحسون الدب بهجوم الدبابير، فاستسلم الدب فوراً، فأرسل له عصفوراً اقتاده إلى عش الحسون، فطلب منه الاعتذار أمام الجميع فاعتذر.

لكن الأفراخ لم تكتف بالاعتذار، بل أجبرته على الرقص أبضاً.

Comments are disabled