مملكة الزجاج

كان هناك عفريت صغير يعيش في علبة صغيرة، وكان يملك مرآة سحرية، تحوِّل أي شيء إلى تمثال زجاجي في داخلها، حين يوجِّهُها العفريت إليه، ثم يُغلِق العلبة على نفسه، منتظراً ضحية أخرى.

لذلك كان في المرآة الكثير من الناس، والحيوانات، والأشجار، والأزهار، والملوك، والقصور، والأمراء، والأميرات، والطيور، والأسماك، والثعابين، وغيرها، على شكل تماثيل زجاجية داخل المرآة.

ذات يوم، عثرت على العلبة فتاة زجاجية صغيرة، جاءت من مملكة الزجاج، التي يحكمها ملك زجاجي، في قصر زجاجي، وسكانها جميعاً من الزجاج.

حين فتحت الفتاة الزجاجية العلبة، نظر العفريت الصغير إليها، وأخرج المرآة السحرية وهو يوجِّهُها نحوها، لكنها لم تتأثر، لأنها أصلاً من زجاج، فخاف العفريت الصغير، وأراد أن يرمي بالمرآة ليكسرها، لكن الفتاة الزجاجية أمسكت بيده، وانتزعت المرآة منه، ثم وجّهتها إليه، فتحول إلى تمثال زجاجي داخل المرآة.

عادت الفتاة الزجاجية إلى مملكة الزجاج، وكانت طوال الطريق تفكر في ما يجب أن تفعله بالمرآة، حتى قررت أن تستشير الملك الزجاجي.

فرح الملك فرحاً شديداً حين شاهد المرآة، وقال للفتاة:

  • إننا نبحث عن هذه المرآة منذ مئات السنين، لقد ورد ذكرُها في تاريخ مملكتنا، فنحن مسحورون، وكنا قد تحولنا إلى تماثيل زجاجية، لكن ساحراً آخر سحرنا واستطاع أن يبثّ الحياة فينا من جديد، لكننا بقينا هكذا، وكان همُّ آبي وأجدادي من الملوك، العثور على هذه المرآة.

وحين سألته الفتاة عن ذلك السر، ابتسم وقال:

  • سترين ذلك بنفسك في الاجتماع الكبير الذي سأدعو إليه كل الناس في المملكة الزجاجية، إنه أهم عمل سأقوم به، وقد أمضى أجدادي أعمارهم دون تحقيقه.

وطلب الملك من الفتاة الزجاجية أن تحتفظ بسرِّ المرآة، ولا تبوح به لأحد قبل الاجتماع، لأنه لا يريد احتجازها حفاظاً على السر، فوعدته بذلك.

بعد أيام قليلة، أرسل الملك المنادين في كل أنحاء المملكة، ليدعوا جميع السكان إلى الاجتماع، حتى المرضى منهم. وفي الساحة الكبيرة، حيث اجتمع الجميع، سأل الملك إن كان هناك غائبون، وتأكد من وجود الجميع.

عندئذ، وقف الملك على مكان مرتفع قائلاً:

  • هذه المرآة هي السبب في أننا مخلوقون من الزجاج، والآن سأكسرها لنتحول جميعاً إلى مخلوقات عادية.

كسر الملك المرآة، فتحول كل شيء إلى طبيعته، وكافأ الملك الفتاة بأن جعل منها أميرة، في قصره الكبير.

Comments are disabled