سامر وسوسن

“سامر” يحب أخته “سوسن” وتحبه كثيراً، يلعبان معاً، ولا يفترقان، وهما في سن صغيرة، لم يدخلا المدرسة بعد، وكانت أحبَّ الألعاب لهما لعبةُ الخيمة، فقد كان البيت قريبا من بستان رائع، فيأخذان قطعة كبيرة من القماش، يعلقانها بين شجرتين قريبتين على شكل خيمة، ويمضيان أغلب النهار فيها، يلهوان بألعابهما، ويتناولان الطعام فيها أيضاً.

لكن الصيف انتهى، وبدأ فصل الخريف، وتغير الطقس، ثم جاء الشتاء ببرده ومطره، ولم يعد بإمكانهما الذهاب إلى البستان، ونصب الخيمة، كما كانا يفعلان خلال الصيف.

في أحد الأيام، وقف “سامر” و”سوسن” يراقبان المطر المنهمر بشدّة من النافذة، فتذكرا لعبة الخيمة.

قال “سامر” لأخته:

  • إنني مشتاق للخيمة، والطقس الماطر يمنعنا من الذهاب إلى البستان، ماذا نفعل؟

سمعت الأم ما قاله “سامر” لأخته، فقالت:

  • لن تستطيعا ذلك يا عزيزي، عليكما الانتظار حتى الصيف.

قالت ذلك وانصرفت إلى غرفة الجلوس لترتيبها وتنظيفها، قائلة:

  • ما رأيكما بمساعدتي في ترتيب البيت؟

فرح الطفلان بالفكرة، وركضا خلف أمهما، وخلال لحظات، كان الثلاثة منهمكين في العمل، وفجأة خطرت فكرة لسامر، فقال لأخته:

  • سنلعب لعبة الخيمة إذا سمحت لنا ماما.

قالت “سوسن”:

  • لكن المطر ما زال ينهمر!

أمسك سامر غطاء سريره بيده وهو يقول:

  • سأنصب خيمة داخل البيت، هل تسمحين لي بذلك يا أمي؟

وافقت الأم، فطلب مساعدة أمه وأخته في نقل كرسيّين كبيرين، بحيث ترك مسافة مناسبة بينهما، ثم ألقى بغطاء السرير على الكرسيين، فبدا الغطاء كخيمة، ثم دخل تحته، وصاح:

  • تفضلا إلى خيمتي.

وعاد هو وأخته يقضيان يومهما في الخيمة الجديدة، ولم يعودا يحفلان بالمطر، ولا بعودة الصيف من جديد، إنهما أخ وأخت رائعان.

Comments are disabled