تيم يحتفل بميلاده

“تيم” أرنب نشيط، يعيش مع أمه في غابة جميلة. اقترب عيد ميلاده، فبدأ يُعِدُّ للحفل الذي سيقيمه لأصدقائه في الغابة لهذه المناسبة، وهكذا ذهب إلى مكتبة الغابة، واشترى منها عدداً كبيراً من بطاقات الدعوة، وراح يملؤها.

على السطر المنقَّط في الأعلى كتب اسمه، وعلى الخط المنقط الثاني كتب اسم المدعو للحفل، أما ما كتبه على الخط السفلي فكان يوم الحفل، وهو السبت.

بدأ “تيم” التحضير للحفل منذ يوم الإثنين الذي سبق سبت الحفل، ولم ينسَ أن يكتب في أسفل البطاقة ملاحظة تقول: “الرجاء أن ترد بأسرع ما يمكن”، وذلك لكي يعرف عدد المدعوين الذين سيحضرون الحفل، ويقرر مع أمه عدد الجزرات وأطباق البوظة (الآيس كريم) التي سيقدمها في الحفل.

وضع “تيم” بطاقات الدعوة في مغلفات، وحملها إلى مركز البريد في الغابة، وحين شاهدته الحمامة الساعية المسؤولة عن البريد، سألته باستغراب:

  • ما كل هذه الرسائل يا “تيم”؟ هل هي دعوات لحفل عيد ميلادك؟

أجاب “تيم”:

  • نعم، وسيكون يوم السبت المقبل.

سألت الحمامة:

  • وهل لي بطاقة دعوة منها؟

أجاب:

  • أجل، لكنني لا أستطيع أن أعطيك إياها الآن، لأنني أريدها مفاجأة لك.

ضحكت الحمامة الزاجلة وهي تستلم الدعوات من “تيم”، وأخذت تساعده في لصق الطوابع.

انتظر “تيم” الردود في اليوم التالي، الثلاثاء، لكن أي رد لم يصل، وهكذا أحس أن الوقت يمر ببطء، وكذلك مرَّ يوم الأربعاء دون أن يتلقى أي رد.

لم يعُد “تيم” يحتمل الانتظار أكثر، فقال لأمه:

  • يبدو أن أحداً لن يحضر حفل ميلادي من أصدقائنا!

أجابت الأم:

  • انتظر يا “تيم”، مازال الوقت مبكراً، وأمامنا متسع منه.

قال “تيم” بحزن:

  • أريد أن أذهب إلى مركز البريد لأسأل إن كانت هناك رسائل لي.

أجابته أمه:

  • إذا لم تصلك أية رسالة في الغد، الخميس، اذهب واسأل.

انتظر “تيم” حتى صباح الخميس، ولم يتلقَّ أي رد على دعواته، فذهب إلى مركز البريد وسأل الحمامة الزاجل، فأجابته بالنفي، فسألها بحزن:

  • وأنت؟ ألا تنوين حضور حفلي؟

أجابت الحمامة:

  • لا أدري، ولم أرسل إليك الردَّ بعدُ، كيف أستطيع أن أعرف؟

عاد “تيم” المسكين إلى البيت حزيناً، وبقي كذلك حتى بعد الظهر، حين قُرِع الباب، وأطلت منه الحمامة الزاجلة تحمل كوماً من الرسائل لـ”تيم”، وكان جميع المدعوين سيحضرون الحفل.

وهكذا ذهب “تيم” وأمه يوم السبت إلى سوق الغابة لشراء الجزر والبوظة. وكان حفل ميلاده رائعاً، تلقى فيه الكثير من الهدايا.

Comments are disabled