عروس الأمير الكسول

في أقصى بلاد الشرق، وفي غابة كثيفة، ومنذ زمن بعيد جداً، عاش أمير كسول، يحكم مملكة معزولة عن العالم. فقد كان يستلقي طوال النهار والليل على وسادة محشوة بريش طيور الجنة، يأمر العبيد في قصره أن يستعملوا المراوح الورقية لتهويته في الصيف، وإذا أراد أن يحرِّك قدمه من مكان إلى آخر، أمر أحد الخدم أن يرفعها له، وإذا أراد أن يدخِّن لفافة من التبغ، أمر أحدهم أن يمسك بها. أما إذا أراد أن يشرب الماء، فإنه يأمر خادماً بأن يرفع الكأس إلى فمه، وكذلك حين يأكل.

في أحد الأيام قرر الأمير الكسول أن يتزوج، فأرسل العشرات من خدم القصر للبحث عن العروس المناسبة، لكنهم عادوا جميعاً دون أن يجدوا له طلبه.

كان يريدها إنسانة وغير إنسانة، تسير على الأرض وتطير في الجو، لها أربع أيدٍ وأربع أرجل.

أنّب الأمير الكسول من أرسلهم من الخدم ليجدوا العروس وعادوا دونها، وطلب منهم العودة ثانية للبحث عنها، فقال له أحدهم:

  • يا سموَّ الأمير.. طلبُك مستحيل، لأن مثل هذا المخلوق غير موجود على الأرض حسب معلوماتنا.

صرخ الأمير الكسول في وجه الخادم قائلاً:

  • إذا عدتم مرة أخرى دون العثور على طلبي، فسوف آمر بقطع رؤوسكم جميعاً.

وهكذا خرج الرجال من القصر للبحث ثانيةً عن العروس المطلوبة، وقد كان من بين الخدم ثلاثة يترافقون معاً في البحث عن العروس العجيبة، شاهدوا بعد عدة أيام من البحث خنزيراً بريّاً، فقال له أحدهم:

  • أيها الخنزير الذكي، لقد طلب الأمير منا أن نجد له عروساً لها أربع أيدٍ وأربع أرجل، تسير على الأرض، وتطير في الجو، إنسانة وغير إنسانة. أين نستطيع أن نجد هذه العروس؟

أجاب الخنزير:

  • إنه أمر بسيط.

وصمت لحظة ثم أضاف:

  • هناك مخلوق واحد تنطبق عليه هذه الصفات، هو القرد، إنه يشبه الإنسان وليس بالإنسان، ويسير على الأرض، ويطير في الجو من شجرة إلى أخرى، ويستعمل يديه ورجليه.

دُهِش الخدم الثلاثة، وقالوا بصوت واحد:

  • يا لها من فكرة رائعة!

شكر الخدم الخنزير البري على فكرته ودخلوا أعماق الغابة، واصطادوا له قردة، وجاؤوا بها إليه، وحين مثلوا أمامه قال أحدهم:

  • ها هي عروسك يا سيدي..

نظر الأمير الكسول إلى القردة ثم قال:

  • أهي قردة؟

أجابوه:

  • أجل، فهي المخلوق الوحيد الذي تبحث عنه، ويستوفي كل شروطك.

وهكذا تزوج الأمير الكسول من القردة، وصارت الناس تهمس خلفه:

  • إنها العروس التي تناسبه، ولا شك في أنها أنشط منه، إنها مناسبة تماماً له.

Comments are disabled