الدب البليد

كان هناك بد صغير يعيش مع أمه في إحدى الغابات، يحب العسل، والنوم تحت أشعة الشمس، أكثر من أي شيء آخر.

في أحد الأيام طلب الدب البليد من أمه أن تحكي له حكاية من حكايات الجن الجميلة، التي يحب الاستماع إليها كثيراً، فاستجابت له قائلة:

  • كانت هناك مملكة تدعى مملكة العسل، تحكمها ملكة النحل، وكان جزاء كل من يذنب أن يجبر على أكل ملء قِدْرٍ كامل من العسل، ثم بُجبَر على النوم تحت أشعة الشمس، ويستمع إلى حكاية من حكايات الجن.

سال لعاب الدب البليد، ونظر إلى أمه وهو يقول:

  • آه كم أحب هذا! ليتني أعيش في تلك المملكة!

لم يستمع الدب الصغير إلى كامل الحكاية، بل شردت أفكاره نحو مملكة العسل، وأخذ يتخيلها، ويفكر بها، محدثاً نفسه:

  • كيف أستطيع الوصول إلى تلك المملكة لأرتكب كل يوم ذنباً أو أكثر؟

في اليوم التالي، وبينما كانت الأم مشغولة في شؤون البيت، هرب الدب البليد بعيداً، يبحث عن مملكة العسل.

سار.. وسار.. وظل يسير حتى وصل إلى شاطئ بحر، فشاهد صياداً عجوزاً، بالقرب منه يلقي بصنارته في الماء، فاقترب منه بلطف، وسأله بأدب:

  • هل لك أن تدلني على الطريق إلى مملكة العسل؟

نظر الصياد إلى الدب، وفهم أن الدب الصغير خرج دون أن يستأذن أمه، فقال له:

  • أعرف الطريق إلى هناك، ولكي أدلَّك عليه، يجب أن تؤدي لي عملاً.

كان الصياد ضعيف النظر، ولديه حبل متشابك لم يستطع أن يحلّه، فطلب من الدب الصغير أن يفعل ذلك، فاعتقد الدب بأنه عمل بسيط، وبدأ به. لكنه ظل يحاول ويحاول دون جدوى، وأدرك بعد عناء أن عليه أن يمسك بطرفه أولاً بأسنانه، وأخذ يتابعه حتى استطاع أخيراً أن يحلّه كله، ثم يلفّه بطريقة يسهل استخدامه عند لزومه.

كان الصياد قد تركه مع الحبل، وذهب إلى بيته القريب ليعطي زوجته ما اصطاد من أسماك، لكي تبيعها في السوق، وحين عاد، وجد الحبل كما أراد، فقال للدب الصغير:

  • يا لك من دب ذكي أيها الصغير! عليَّ الآن أن أدلَّك على طريق مملكة العسل.

أخذه من يده، واتجه نحو جُحر للنحل، وأشار إليه بيده قائلاً:

  • ها هي مملكة العسل.

فرح الدب الصغير فرحاً شديداً، واندفع بسرعة إلى قوالب الشمع المليئة بالعسل، بينما ابتعد الصياد، وعاد إلى شاطئ البحر.

هاجم النحل الدب الصغير المعتدي، وأخذت النحلات تلسعه، فعاد هارباً إلى بيته، واعداً أمه إلا يخرج إلا بإذنها بعد الآن.

Comments are disabled