الوضع النفسي للحامل وتأثيره على الجنين

كيف يمكن أن تؤثر الحالة النفسية للحامل علي جنينها؟

إذا سألت طبيبك فغالباً سينصحك بالاسترخاء، والبعد عن الضغوط النفسية قدر الإمكان، لكن أطباء أمراض النساء والتوليد لا يدخلون عادة في التفاصيل النفسية للحوامل.

إذا لم تكن لديك بعض المعلومات النفسية من خلال القراءة، أو من خلال مشاهدتك للبرامج التلفزيونية ذات الصلة، فغالباً ستكونين مثل العديد من السيدات اللاتي يضعن اهتمامهن بحالتهن النفسية في آخر قائمة اهتماماتهن.

أغلب السيدات الحوامل يهتممن أكثر بحالة الجنين والتجهيزات المناسبة لاستقباله، خاصة بالأشياء التي يحتجن لشرائها مثل السرير، وعربة الطفل، والملابس.. الخ. وفي ظل هذه الاستعدادات والالتزامات والقلق، تتجاهل الحامل أهمية حالتها المزاجية والنفسية، التي تؤثر تلقائياً علي الجنين.

تثبت البحوث اليوم أكثر وأكثر أن العوامل الوراثية ليست هي ما يحدد الطباع المزاجية للطفل وحسب، لكن البيئة التي توفرها الأم لجنينها، وهو ما زال في رحمها، هي الأهم. فبالإضافة إلي الغذاء المتوازن الذي يحتوي علي كل العناصر الغذائية والفيتامينات التي تحتاجها الأم وجنينها، وبالإضافة إلي حرص الأم علي مزاولة الرياضات المناسبة للحمل، مثل المشي، أو تمارين ما قبل الولادة، فإن الحامل تحتاج أيضاً لملاحظة حالتها النفسية. إن التعرض للكثير من الضغوط يؤدي إلي إفراز هرمونات معينة تمر إلى الجنين من خلال المشيمة، وبالطبع فإن آخر ما تريده الأم هو أن تعرض طفلها للقلق والضغط النفسي.

قد يكون للقلق والضغط النفسي العديد من الأسباب، خاصةً في ظل الإيقاع السريع للحياة التي نعيشها الآن. فقد يكون الضغط النفسي نتيجة للتلوث الضوئي أو السمعي، أو العمل، أو الأبناء الآخرين، أو مرض شخص عزيز أو وفاته ، لكن البحوث تشير إلي أن التعرض إلى بعض الضغوط النفسية المتباعدة لا يضر الجنين، لكن ما يضره هو التعرض الدائم لها.

تأثير الضغط النفسي علي الجنين: إذا تعرض الجنين داخل الرحم إلي ضغوط نفسية مستمرة، فالأغلب أنه سيكون طفلاً عصبياً، صعب التهدئة، لا ينام بسهولة، وربما يعاني من نشاط مفرط، وقد يعاني أيضاً من نوبات مغص. تقول إحدى المقالات التي نشرت في أحد المواقع الصحية على الإنترنت، إن نوبات المغص التي يعاني منها الطفل هي نتيجة لحالته النفسية، وعدم قدرته علي تنظيم بكائه. فالطفل يكون لديه حساسية مفرطة تجاه البيئة المحيطة به، ويعكس ردود أفعاله تجاه تلك البيئة أو أي تغيرات تحدث فيها عن طريق البكاء.

عندما تتعرض الأم لضغط نفسي أو قلق أو اكتئاب، فإن حركة الجنين تصبح أكثر نشاطاً وأقل استقراراً، وكلما زاد الضغط النفسي، كلما أصبحت حركة الطفل أقل استقراراً، لأن الطفل، بدلاً من أن يهنأ بنوم هادئ وآمن، تقوم الهرمونات التي تدخل جسمه من خلال الرحم بإزعاجه.

يستجيب الجنين للحالة النفسية السلبية للأم، التي تؤثر بدورها سلبياً علي حالته النفسية. نحن عادةً نعتقد أن شخصية الطفل ترجع إلي العوامل الوراثية، لكن جزءاً كبيراً منهـا يعود إلي البيئة التي توفرها الأم للجنين، وهو لا زال داخل رحمها.

تشير إحدى الدراسات إلى أن الأمهات اللاتي تتسـم حياتهن بالمنافسة والعمل، واللاتي يتسم سلوكهن بالسرعة في الأداء، والتصميم علي التغلب علي المشاكل، غالباً ما يكون لأطفالهن نفس الحالة النفسية، أي يكونون أطفالاً حادين، متنبهين، وتكون ردود أفعالهم قوية تجاه البيئة التي يعيشون فيها، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكونوا كثيري البكاء، وتهدئتهم صعبة.

Comments are disabled